عزيزتي القارئة.. عزيزي القارئ : من اجل غد أفضل وفكر مستنير وعقول حرة انشئت هذه المدونة شاركنا ما تعتقد انه غذاء للعقل والقلب والروح لتحررها من الذاتية وتحلق بها معنا في سماء من المحبة والسمو الروحي والفكري

الثلاثاء، 22 مارس 2011

سياسة



نرفض الحوار رصاصات
دكتورة  وهيبة فارع

عندما تسيل الدماء البرئية يلتقي الناس جميعا في صحوة لا يتأخر عنها احد، عنوانها  نبذ العنف ورفض الانتحار بالناس  ورفض الحوار بالرصاص والسيوف واغتيال الأبرياء دون ذ نب اقترفوه،  فالتغيير سنة الله في الأرض شئنا ام أبينا،  أما الفوضى فستظل هي الأعم المرفوض في أي تغيير،  واغتيال الأحلام والأرواح  والتفريط في الأمانات بدم بارد  مرفوض في اي ثقافة  اي كان الخلاف بين مؤيد ومعارض ,, والتسابق على تحميل الفريق الآخر بالمكايد واتهامه مرفوض .... لأننا من بكى الدماء تلك التي سالت ولان الأرواح التي أزهقت هي أرواح فلذات أكبادنا.


فقد  كان ضحايا المذبحة هم من الأبرياء الحالمين  بمستقبل أفضل، ضحايا أنكرت عليهم الأحلام فانطلقوا يقيسون التغيير بمقاسات أحلامهم الصغيرة وأمنياتهم الكبيرة لغد يشاركون هم في صنعه حتى ولو كان مجرد أمنيات  يصعب تحقيقها،  من هنا كان اغتيال أحلامهم جريمة،  وأما نثر دماءهم وقتلهم على هذا النحو فقد كان  فاحشة بكل لغات الأرض،  فلا جريمة ارتكبوا بل ان بعضهم كان تواجده في المكان  محض صدفة لا أكثر.
الان..  وقد تأخر الوقت للحديث عن الأسباب وذرف  الدموع وشق الصدور، نتساءل هل  كان بالإمكان التقاط هذه الخيوط من عقلاء الأمة لحوار جاد مع الآخر ومع النفس؟  في  تصوري نعم !  كان يمكن اختيار التغيير  وسيلة وهدف من داخل النظام ذاته لتحقيق  تطلعات الشباب،  بإحداث ثورة حقيقية في داخل الثورة والجمهورية لإتاحة الفرص المتكافئة بين الناس في العيش الكريم،  واحترام حقوق الإنسان وتحقيق العدالة بحجم أحلام الناس واتساع مداركهم،  والاهم من ذلك كان يمكن فتح قنوات الحوار مع الشباب الذين لم يجدوا أمامهم  ملاذا إلا الشارع  وحده بفتاويه الأقرب إليهم مما قدمه لهم ضعاف المسئولين في حكومة غائبة لم تجد سوى الهروب من مسؤولياتها ولكن بعد خراب مالطه.


فما هو الحل في ظل عدم قبول وضع لم يصل إليه الناس الا لأنهم فقدوا الثقة بالحاضر وأصبحوا وحدهم  أمام رغبات كل من  يمنيهم بتحقيق أحلامهم ولو خرب  النظام  وعمت الفوضى في المجتمع,  فقد أصبحوا مع أمانيهم أمام بائعي الأوهام في ظل عجز الإدارة وفسادها  في كل مرفق، خصوصا الأمني والقضائي وفي ظل حضور المنجمين المتحذلقين على البلد بما فيها من عقول ومفكرين, والمترصدين لأحلام الناس بما فيها من شرعية واستحقاق، ومن يتكالبون على صناع القرار من اجل مصالحهم،  ومن يتسلقون أحلام الشباب  المحبط  وهم يستلمون رواتبهم بيانا عيانا من سفارات أجنبية ومن يتكلمون عن الوطن الذي احلوا  بيعه نهارا جهارا،  والتاركين للوطن الذين تحولوا فيه فجأة إلى ناصحين ومناضلين مقهورين أدمت الوطن أقلامهم .
.
لهذا نجد أنفسنا هنا مع الراغبين في التغيير السلمي حتى لا تتوزع دماء الأبرياء منا  بين حق وباطل ,  فالرصاصات التي وجهت إلى الصدور لا تنم إلا عن روح متعطشة للدماء أي كانت دوافعها , ونطالب بكشف فاعلها ومعاقبته دون تأخير وتحميل كل من حمل المسؤولية وتغاضى عن الفعل الشنيع بأقصى درجات العقوبة ليكون عبرة لمن اعتبر، وندعو أبناءنا إلى الابتعاد عن العنف اي كان مصدره وعدم توعد الناس بالويل والثبور والمحافظة على أعراض أهاليهم وبيوتهم حتى لا تكون ذريعة في أذيتهم، فلعل الله يعز بهم هامات الوطن ويجنب بلادهم الفتن ما ظهر منها وما بطن, والى جنة الخلد يا كل شهيد...