عزيزتي القارئة.. عزيزي القارئ : من اجل غد أفضل وفكر مستنير وعقول حرة انشئت هذه المدونة شاركنا ما تعتقد انه غذاء للعقل والقلب والروح لتحررها من الذاتية وتحلق بها معنا في سماء من المحبة والسمو الروحي والفكري

الأحد، 10 أبريل 2011

في رثاء شهداء الجمعة الدامية

 بقلم د/ عبد العزيز المقالح

خانتني ثقتي بالشعر وغطىّ الدّم النازف من صدر الساحة وجه الكلمات وما عادت عيني تتبين شكل الأشياء ولون الأشياء الدم، الدم، الدم، يحاصر روحي ولساني ويلف الأفق.

يلطّخ خبزَ الناس


ويسّاقط فوق الأطباق


وفوق فناجين القهوة


فوق عيون الأطفال.


* * *


أيُّ ظلامٍ ألقى جثتَهُ


فوق ظَهيرةِ بلدتنا المجبولة


بالضوء؟


وأيُّ نهارٍ دموي الساعات


أطلّ على الساحة في الوقت الداكن


يصطاد شباباً في عمر الأحلام


وفي صورة أيامٍ قادمةٍ


لا أحلى...


وا خجلي حين يموت الضوء قتيلاً


برصاص الحقد الأعمى


وأنا لا أملِك إلاَّ كلماتٍ شاحبةً


ودموعاً تترقرق فوق الأوراق


أقول لكم:


ما أكثر ما قدّم هذا الشعب


على درب الحرية


من أبطالٍ وقرابين!


* * *


يا 'غيمان' ويا 'عيبان'


ألم تنكسرا


حين تحجّرت الدمعةُ في عين الشارع


وتلوّى قلبُ الساحة حزناً


لفراق الأبناء المنذورين


لمعنى التغيير


وهم بصدورٍ عاريةٍ


ورؤوس عاليةٍ


يتلقون رصاصات الغدر


ويحتضنون تراب الوطن الغالي؟


عشرات القتلى


ومئات الجرحى


هل يكفي أن يبكي قلبُك يا 'غيمان'


وتأسى روحُك يا 'عيبان'


أم آن لنا أن نصنع سداً وجبالاً


من بشرٍ


توقفُ هذا المدّ الهمجيَّ


وتمنعُ حماماتِ الدّم؟!



*نقلاً عن القدس العربي

سياسة

المصدر :  نقلا عن موقع براقش نت
الكاتب :  بقلم/ الحسن الجلال


إن الوطن ليس الرئيس علي عبدالله صالح، وليس أيضاً النظام، وليس أيضاً الحكومة أو المعارضة.. أو حتى المعتصمين في ساحات التغيير أو الصمود.. إنه كل ذلك.. وأكثر..


إنه سمرة التراب، وزرقة البحر، وصفاء السماء، إنه مساحة من الزمن الممتد قبل الوجود والمستمر بعده.. إنه الماضي واليوم والمستقبل، إنه حالة لا تختصر في الأشخاص أو المناطق أو الآراء..


والوطن هذا الذي تتوزعه الآراء، وتتجاذبه المواقف اليوم.. ليس الوطن الذي نحيا فيه.. ليس اليمن.. ولا يمكن أو يولد من رحم كل هذا اليمن.. سواء الذي تعرفه أو آخر جديد..


فهؤلاء يختزلون جزء من مليون جزء من الثانية في عمر الوطن.. من المستحيل أن يولد وطن من هذا الجزء المتناهي في الصغير، والتلاشي.


إن طاولة الوطن تتسع لكل هؤلاء.. وتفيض.. وليس من حق أحد منهم منفرداً أن يقرر شكل الوطن..؛ لأنهم لا يملكونه، وإنما هم ملك له، وأية محاولة للاستعلاء أو التفرد بتحديد شكل الوطن هي محاولة للإطاحة به وتدميره وكبح وجوده المستمر..، خارج إرادته التي لا يحددها الأفراد.


إن لنا كل الحق في أن نرسم صورة الوطن الذي نأمله أو نريده كل على ما يريد وعلى حسب قدرته في الرسم،.. ولكن في النهاية للوطن وحده مطلق الحرية في اتخاذ الصورة التي يريدها.. فالوطن ليس وجوداً جامداً لا إرادة له.. مخطئ من يعتقد ذلك.. بل هو نابض بالحياة.. ممتلئ بالإرادة.


أعلم أن الرئيس والنظام والحكومة والمعارضة والمعتصمين في ساحات التغيير أو ساحات الصمود، كل هؤلاء أو أكثرهم يفكرون في الوطن.. ولكن هل فكر فيهم الوطن..؟!.


إن الوطن ليس ما أريده أنا.. أو تريده أنت.. أو ما يريده الرئيس أو النظام أو المعارضة.. الوطن هو ما يريده أو قد تريده الأجيال القادمة كأمواج البحر استمراراً وزخماً.. بما يجسد تأريخه وحاضره ومستقبله..


دعونا نفكر في الوطن خارج حدود رغباتنا الذاتية، ومعاناتنا الخاصة، وأحلامنا الشخصية.. نفكر بالوطن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وجود قدسي سبقنا بأزليته إلى الوجود ويستمر بعدنا إلى الأبد..، دعونا نفكر بالوطن كمساحة عشق قدسي، منزهة من الرغبات والشهوات والأطماع والمصالح..، حينها سيفكر فينا الوطن.. ويكتسي ملامحنا..


الوطن ليس حزباً.. ليس علماً وسفارة.. ليس مكاتب ووزارة.. الوطن مساحة تنبض بالحياة.. تولد فيها الأحلام، وترسم ملامحه السواعد المنصهرة في حبه المقدس..


الوطن هو عنوان وجودنا.. فدعونا نفكر كيف نكون نحن عنوان وجوده؟!!.


أؤمن أن للوطن ترنيمة لم نسمعها بعد.. وأنشودة لم نحفظها بعد، ومساحة عشق لم نخض غمارها الآن.. ومعركة لم تشارك فيها حتى..، تبدأ منا.. وتنتهي إلينا..


إنه الوطن نعلو به.. وعندما نعشقه حق عشقه.. يعلو بنا.. فتعالوا إلى طاولة الوطن نكتشف طريقة عشقه التي تطهرنا وتعصمنا من جنون الرغبات، وسطوة الشهوات، ولذة المصالح.. طريقة عشق تكسى به ملامحنا ملامح الوطن.. اليمن مهد التأريخ ومنتهاه.